أنهم لا يسوون الأرض
عندما زرت الولايات المتحدة اللأمريكية عام 1999 و دخلت بعض المبانى فى جامعة سان جونزبمدينة نيويورك دخلت من باب رئيسى فوجدت سلم يقود لأعلى فصعدت و فى أحد الأدووار العلوية و جدت باب يفتح على الشارع خارج المبنى كيف حدث هذا ؟ كما يوضح الشكل التالى
ببساطة اللأرض التى أقيم عليها المبنى لم تكن مستوية فقد كان هناك جزء منخخفض بجوا جزء مرتفع و قد أقيم المبنى على الأرض كما هى دون تسوية و هكذا تم الاستفادة من الوضع القائم دون إحداث تغيرات جذرية مما يقلل التكاليف و يسهل تحقيق الهدف من أقصر الطرق.
لكى تفوز فى السباق لا يكفى أن تكون الأفضل بل يجب جعل منافسك هو الأسوأ
إذا كانت قيم الحرية و الديمقراطية و الشفافية و المحاسبية هى حزمة من المبادئ و القيم المترابطة و التى تضمن تقدم المجتمعات فإنه يجب احتكار هذه القيم و عدم السماح بأن يمتلكها أى منافس محتمل و لذلك كل ما علينا هو التظاهر بأننا ندعم هذه القيم و المبادئ و لكن عمليا نحول دون أن يمتلكها أى منافس جديد محتمل. و لن نبذل الكثير من الجهود لاتمام ذلك و لكن علينا استغلال واقع الأمم التى يمكن أن تكون منافس محتمل فمثلا فى منطقة الشرق الأوسط فى الدول التى قطعت شوطا فى المدنية و تكاد تكون علمانية نجد بها متطرفين اسلاميين و منافسيهيم من البروقراطيين الفاسدين و رغم الاختلافى الظاهرى بينهما إلا أن كليهما يتفق على معادداة الحرية و الديمقراطية و يعتمد الديكتاتورية سبلا. و يعتمد على التأثير على الجماهير عاطفيا بواسطة الخطاب الدينى أو الوطنى. و تكفير المخالف أو اتهامه بالخيانة و العمالة و يكفى دعم أحد الفريقين أو كلاهما حتى تدمر هذه المجتمعات نفسها ذاتيا و نلعب نحن دور حمامة السلام و الناصح الأمين المدافع عن قيم الحرية و العدل و هكذا يصبح المنافس المحتمل هو الأسوأ و تزداد الهوة الحضارية بيننا و بينهم. و هكذا يتم الاستفادة من التضاريس الاجتماعية الموجودة بنفس طريقة الاستفادة من تضاربس الأرض. و المبدأ بسيط و فعال و يتلخص فى العبارة التالية.
تعليقات
إرسال تعليق