التأثير على جمهور من البسطاء
ليس مهم ماذا تقول ولكن المهم كيف تتكلم ...
لقد عملت لأكثر من ثلاثين عما كمدرس للفيزياء بالمرحلة
الثانوية فى بلدين من بلدان العالم الثالث المتخلف حيث منظومة التعليم به مجرد
هيكل مدمر و فاشل.
و فى أحد الأيام كنت مكلف بإدارة لجنه أمتحان و كالمعتاد
حاول الطلاب التحدث معا و إحداث فوضى فى الجنة بغرض الغش.
فما كان منى إلا أن قلت بنبرة صوت حادة واضحة و لغة جسد
تشير للقوة و الحسم انه "غذا لم يتوقف الجميع عن الفوضى سوف أترككم و أغادر
الصف"
و هنا ساد الصمت و الهدوء المصاحب لحالة من الخوف و سارت
لجنة الامتحان فى هدوء.
و الآن إذا بحثت فى معنى ماقلته بتعقل فإنه كان يجب أن يشجع
على مزيد من الفوضى لأنى سوف أمنح الطلاب فرصة أكبر للغش بالطبع عند مغادرتى
القاعة.
لكن الطريقة التى قلت بها هذه العبارة ذات المعنى البائس
و لدت لدى الطلاب شعور عكس ما كان يجب أن يكون عليه لو أنهم فحصوا معنى العبارة
بتعقل. فقد تولد لديهم شعور بأننى عازم على فرض النظام بقوة لا قبل لهم بها. و كان
عدد الطلاب فى هذا الصف فى ذلك اليوم 46 طالب و بالتالى فإنهم يمثلون عينة عشوائية
من المجتمع المحلى.
و هكذا تحققت عمليا من صحة فقرة قرأتها فى كتاب سيكولوجية
الجماهير لجوستاف لوبون تقول
"الجماهير مستعدة دائماً للتمرد على السلطة الضعيفة
فإنها لا تحنى رأسها بخنوع إلا للسلطة القوية"
تعليقات
إرسال تعليق