فى الفيزياء
هناك الكثير من الأمثلة فى الفيزياء التى توضح أن الافتراضات الخاطئة يمكن أن تقود لاستنتاج علاقات صحيحة و فيما يلى بعض من هذه النماذج
فى علم الحرارة
تم التوصل لعلاقة صحيحة تصف التوصيل الحرارى فى المواد الصلبة بافتراض و جود سائل عديم اللزوجة و عديم الكثافة يتخلل تلك المواد وهو المسئول عن نقل الطاقة الحرارية
فى الكهرومغناطيسية
توصل ماكسويل لمعادلات صحيحة تصف الظواهر الكهرومغناطيسية و فيها وحد القوة المغناطيسية مع القوى الكهربية و لكن ذلك كان على أساس وجود وسط يسمى الأثير هو المسؤول عن نقل الموجات الكهرومغناطيسية و تم إعطاء هذا الوسط بنفس الطريقة خواص فريدة فهو عديم الكثافة و عديم اللزوجة
نظرة أخرى
من الواضح أن افتراض وجود هذه الأوساط الوهمية كانت مجرد وسيلة ذهنية تساعد على تصور الظواهر الفيزيائية بشكل ملموس يشبه ما نراه فى الحياه اليومية لذلك تم إعطاء تلك السوائل الافتراضية خواص غريبة تبرر عدم القدرة على الاستدلال على وجودها تجريبيا، ولكن ماذا لو إفترضنا أن هذه الأوساط أو السوائل الافتراضية مجرد إفتراضات زائدة ،و هذا ما حدث بالفعل فالحرارة تنتقل فى المواد الصلبة بسبب تصادم الجزيئات المهتزة لتلك المواد مع بعضها و بالتالى فالحرارة المنتقلة ما هى إلا طاقة ناتجة عن الحركة الاهتزازية لجزيئات المادة الصلبة و كذلك المجال الكهربي و المجال المغناطيسى يمكنه إختراق الفراغ دون الحاجة لمن يحمله و تم إعادة استنتاج نفس المعادلات بعد حذف تلك الافتراضات
الضوء
افترض نيوتن أن الضوء عبارة عن جسيمات و نجح فى تفسير ظاهرة الانعكاس و لكن فشل فى تفسير الانكسار و التداخل،ثم لافترض هيجنز أنه موجات و نجح فى تفسير الانعكاس و الانكسار و التداخل و لكن فشل فى تفسير الظاهرة الكهروضوئية و ظاهرة كابتون و افترض بلانك أنه كمات منفصلة من الطاقة و وافقه فى ذلك أينشتين و نجح فى تفسير كل الظواهر السابقة و لكن ذلك يعنى أنه له طبيعة مزدوجة ففى بعض التجارب يسلك سلوكا موجيا و فى تجارب أخرى يسلك سوكا جسيما.
لذلك يجب
فحص الافتراضات نظريا و تجريبيا بشكل منفصل عما تصل إليه تلك الافتراضات من نتائج و عموما تكمن الصعوبات فى وضع الفروض التى تفسر آلية عمل الظاهرة رغم نجاحها فى وصف الظاهرة فكثير من الأحيان تصف الفيزياء الظواهر بلغة رياضية رشيقة و لكنها قد تتعثر فى التفسير ألذى يبقى هدفا منشود و فى حال الوصول للتفسير نكون على أعتاب التوصل لنظرية كل شئ أو نظرية التوحيد الكبرى التى حاول أينشتين جاهدا الوصول إليها حتى اللحظات الأخيرة من حياته
تعليقات
إرسال تعليق