عندما كنت صغيرا تحديدا فى سن التاسعة كنت أجلس فى حديقة مدرستى الابتدائية فى صعيد مصر و أنظر للسحب فى سماء شهر نوفمبر . ولاحظت أن السحب ترسم أشكال رائعه بعضها يشبه إنسان و آخر يشبه حيوان و أحيانا أشكال جميله لا تشبه شئ معروف و فى أحيان أخرى أشكال ليس لها معنى، و لكن فى كل الأحوال كانت لوحات السحب الفنية هذه لا تدوم طويلا فسرعان ما تتشتت و تمحى و تظهر أخرى و هكذا.بشكل مستمر فالخطوط تبدأ و تنتهى و بعضها يتقارب و بعضها يتباعد و آخر يتوازى و هكذا بشكل ديناميكي مستمر، و بعد سنوات أدركت من هو الرسام العبقرى ألذى كان يرسم هذه اللوحات ثم يحذفها، أنه الفوضى فالحركة العشوائيه الفوضوية لجزيئات الغازات المكونة للهواء تصطدم عشوائياً بقطيرات بخار الماء فى السحب وتحركها بالتالى عشوائيا فيما يسمى بالحركة البراونية و هكذا تستمر الطبيعة فى رسم لوحاتها منتجة خليط من اللوحات ذات المعنى و أخرى لا معنى لها و لكن العملية ديناميكية فعمليات الخلق و الفناء عمليتان مترافقتان مستمرتان .و النتائج غزيرة و متنوعة
تعليقات
إرسال تعليق