التدجين
قبل عشرة آلاف سنة لم يكن هناك بقر حلوب ولا كلاب صيد ولا نبات الذرة لا نبات القهوة وكتلة الصوف التى تغطى جسم الغنم لا تتعدى واحد كيلوجرام أما الآن فقد وصلت إلى عشرة أو عشرين كيلوجرام ,كل هذه الكائنات كانت تبدوا مختلفة جدا عما هى عليه الآن وقد قام الانسان بالإشراف على توالدها وركز على أنواع معينه تظهر منها لها خواص اعتبرها مرغوبة وتسمى هذه العملية بالانتقاء الصناعي. إن الإنسان لا يحقق التغير فعلا و لكنه فقط يعمل على تعريض الكائنات العضوية لشروط حياة جديدة. و تقوم الطبيعة باتغيرات عشوائية غنية فى كل الاتجاهات و كل ما يقوم به الانسان هو أنه ينتقى التغيرات التى تقدمها الطبيعة إليه بالطريقة التى يرغبها. وهكذا فهو يكيف الحيوانات والنباتت حسب مصلحته أو رغبته. ولكن إذا كان الناس قادرين على توليد أنواع جديدة من النباتات و الحيوانات ، ألا يجدر بالطبيعة أن تقوم بذلك من خلال عملية تعرف الانتقاء الطبيعى.حيث أنه لا يوجد سبب واضح يجعل المبادئ التى عملت بفعالية فى التدجين لا تعمل فى الطبيعة. فعدد المواليد أكبر من القدرة على البقاء فى ظل الظروف البيئية المحيطة, ولكن أقل ميزة تظهر فى كائن حى ما تكفل له تكيف أفضل مع الظروف المادية المحيطة مهما ضعفت ترجح كفته فى المنافسة مع الكائنات الأخرى.
ميكانيكية التطور
أنه لأمر واقع أن تحدث فجأة تغيرات وراثية عشوائية أثناء عمليات نسخ ال DNA و السبب بسيط فوفقا للفيزياء لا توجد عملية كفائتها 100% و نتيجة لذلك تظهر أنواع جديدة من الكائنات الأصلية و هنا يأتى دور البيئة فى عملية الفرز فبعض الكائنات الجديدة تكون أقل تكيفا مع البيئة فتنقرض و البعض الآخر يكون أكثر تكيفا مع البيئة فيستمر ويمرر جيناته من خلال عملية التكاثر, و تتكرر التغيرات العشوائية ( الطفرات) ومرة أخرى تقوم الطبيعة بعملية الاانتقاء فالحيوانات و النباتات تولد بأعداد كبيرة وموارد البيئة تكون محدوده فينشأ صراع ينتج عنه فناء الكائنات الضعيفة و الأقل قدرة على التكيف مع البيئة ومره أخرى تستمر الأنواع الأكثر تكيفا و يتضائل أعداد الأنواع الأخرى حتى الأكثر تطابق بالإنتقاء الطبيعي ،أما كون الطبيعة أحدثت تغيرات جوهرية فى الكائنات الحية عبر أزمنة طويلة فهذا واضح تماما من خلالالأحافير fossil وعموما فأن أنواع النباتات والحيوانات التى انقرضت خلال تاريخها الطويل أكبر بكثير مما بقى منه الآن وما تبقى هو النماذج النهائية أو الأخيرة لتطورهامع الأسلاف وهكذا تنقرض أنواع و تسود فروع جديدة ولما كانت الطفرات العشوائية ما زالت مستمره لأنها جوهر أحد قوانين الطبيعة و كذلك الصراع مع البيئة و الصراع مع الأنواع مازال مستمر إذن عملية التطور و الانتخاب الطبيعى عمليتان مستمرتان ولذل فعملية التطور تشبه قطار بطئ مستمر فى الحركة فى رحلة طويلة.
إذا استطاع الانتقاء الصناعى أن يحقق هذه التغيرات فى فترات زمنية قصيرة. فماذا يمكن أن يفعله الانتقاء الطبيعى خلال مليارات السنين ؟
الجواب : هو كل هذا الجمال و التنوع فى العالم البيولوجى . فالتطور حقيقة وليس مجرد نظرية.
نتيجة صادمة ولكنها واقعة
ما تقدم ينطبق على كل الكائنات الحية بما فيهم الجنس البشرى وهذا يفسر وجود إختلافات واضحة بين البشر اليوم فنحن لسنا متشابهين و بدأت تظهر بينننا أنواع أكثر تطورا وملائمة للبيئة متوافقة مع التكنولوجيا و تهتم بالعلم كوسيلة لفهم محيطها والسيطرة عليه وفى المقابل هناك كائنات بشرية أقل قدرة على التكيف محكوم عليها بالإنقراض تدريجياً بحكم قوانين الطبيعة.وليس بسبب مؤامرة تديرها قوى شريرة خفية نافذة كما يروج أصحاب نظريات التفسير التآمرى. وليس من قبيل المصادفة أنهم غالباً يتبنون مزاعم أن الأرض مسطحة.

تعليقات
إرسال تعليق