عندما كنت فى الصف الرابع الإبتدائى فى مدرسة بقرية صغيرة تابعة لمحافظة الغربية و وكان ذلك عام ١٩٦٨ حيث السماء صحو كنت أجلس فى فناء المدرسة المزدهر بالزهور و أنظر للسماء لأجد السحب ترسم صور رائعة. لبشر و حيوانات و أشكال أخرى غير معروفة و عندما أتوقف عن النظر للسماء و اللعب ثم أعاود النظر مرة أخرى أجد أن اللوحة الأولى قد محيت و ظهرت لوحة أخرى جديدة مختلفة ، و فى أثناء ذلك ألاحظ حركة السحب بسبب الرياح. لم أفكر فى تفسير عميق لتلك الظاهرة ،و لكن بعد ذلك من خلال دراسة الفيزياء علمت أن جزيئات الغاز فى حالة حركة عشوائية دائمة تعرف بالحركة البراونية و من ثم تصادمات جزيئات الغازات المكونة للهواء مع جزيئات بخار الماء للسحب هذه التصادمات العفوية هى المسئولة عن رسم و محو تلك اللوحات التى كنت أراها فى السماء،و هكذا يمكن التعميم فإذا أمعنت التفكير فيما يحيط بك من أحداث تجد أن الصدف العشوائية تمثل بداية كل شئ ثم تتوالى الأحداث الثانوية المترتبة على الحدث الأولى ألذى حدث بشكل عفوى تماما و غير مقصود، و لكن عند تواجد شئ ما عند مكان محدد و زمن محدد فإنه يمكنه التحرك فى أى اتجاه باحتمالات متساوية...